الصفحات

الأربعاء، 24 مارس 2010

ابى الدحداح



كان الرسول محمد صلي الله عليه وآله وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول يشكو إليه قال الشاب " يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ، طلبت منه إن يبيعني إياها فرفض " فطلب الرسول ان يأتوه بالجار أتى الجار الي الرسول وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم فصدق الرجل على كلام الرسول فسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجل فأعاد الرسول قوله " بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام " فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جدا جدا فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنه لكن الرجل رفض مرة اخرى طمعا في متاع الدنيا فتدخل احد اصحاب الرسول ويدعي ابا الدحداح فقال للرسول الكريم إن اشتريتُ تلك النخله وتركتها للشاب ألي نخله في الجنه يا رسول الله ؟ فأجاب الرسول نعم فقال ابا الدحداح للرجل أتعرف بستاني يا هذا ؟ فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان ابا الدحداح ذو الستمائة نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينه يطمعون في تمر ابا الدحداح من شده جودته فقال ابا الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي فنظر الرجل الي الرسول غير مصدق ما يسمعه أيعقل ان يقايض ستمائة نخله من نخيل ابا الدحداح مقابل نخله واحده فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة على البيع وتمت البيعه فنظر ابا الدحداح الي رسول الله سعيدا سائلاً " ألي نخله في الجنه يا رسول الله ؟ " فقال الرسول " لا " فبهت أبا الدحداح من رد رسول الله فأستكمل الرسول قائلا ما معناه " الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز على عدها من كثرتها وقال الرسول الكريم " كم من مداح الى ابا الدحداح " " والمداح هنا – هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها " وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لابا الدحداح وتمنى كل منهم لو كان ابا الدحداح وعندما عاد ابا الدحداح الى امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها " لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط " فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمن فقال لها " لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام " فردت عليه متهلله " ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع " فمن منا يقايض دنياه بالاخره ومن منا مستعد للتفريط في ثروته او منزله او سيارته مقابل الجنه ارجو ان تكون القصه عبرة لكل من يقرأها و الا يتركها في جهازه بدون ان يرسلها للجميع فالدنيا لا تساوي ان تحزن او تقنط من مشاكلها او يرتفع ضغط دمك من همومها فما عندك زائل وما عند الله باق ارجو ان تفكر كثيرا في مسار حياتك

هناك 6 تعليقات:

  1. الله يا فضفضة يا حبيبتي
    قصة جميلة اوي و الله
    فعلا لازم نشتري الاخرة و ما نفضلش نايمين على ودانا كده

    كل اللي اقدر اقوله ليكي

    ربنا يرحمنا برحمته الكبيرة الواسعة يا رب

    خالص حبي و تقديري

    ردحذف
  2. يارب يرحمنا برحمته الواسعه يامها والا هلكنا
    بجد منورانى

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    بجد تسلم ايدك قصه جميله ربنا يرحمنا
    ده الزمن الجميل معهدنهوش فالدنيا فربنا يكتبلنا صحبتهم فالاخره
    دومتي بخير

    ردحذف
  4. القمر الباكى
    يارب يكتب لنا صحبتهم بالاخره ويحسن ختامنا
    نورتينى يا جميل

    ردحذف
  5. فضفضة...
    قصة لأول مرة أسمعها وجميلة جدا وأحكى لكى قصة صغيرة:
    عندما هاجر :أبا يحي إلى المدينة المنورة بعد هجرة رسول الله وكان الصحابة والنبى صلى الله عليه وسلم يعلمون كثرة مال أبا يحيى فسأله النبى : كيف تركك الكفار تهاجر ياأبا يحيى وماذا أعطيت لهم قال: عندما قررت الهجرة يارسول الله وقف الكفار يمنعونى بالسيوف ويقولون لى : أتيتنا صعلوكا فأغنيناك وهذا المال مالنا وليس مالك فقلت لهم: إذا تركت لكم مالى كله تتركونى أهاجر فقال الكفار : نعم فقلت لهم : هذا مالى كله خذوه وأتركونى أهاجر فأخذوا مالى يارسول الله وتركونى أهاجر ووصلت الآن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ربح البيع أبا يحيى .. ربح البيع أبا يحيى ..
    وشكرا لكى :( عصفور الجنة) farouksam.blogspot.com

    ردحذف
  6. فاروق ابن النيل
    القصه التى حكيتها جميله وانا سعيده لقراتك بوستاتى والتعليق عليها
    تحياتى

    ردحذف

عبر برحتك